أعلان الهيدر

https://www4.0zz0.com/2022/04/02/21/445158482.png

السبت، 20 أبريل 2019

الرئيسية الطريق إلى المدرسة - مدرسة التحرير 63/69

الطريق إلى المدرسة - مدرسة التحرير 63/69

-4- حشائش ومراعي, وحياة البراري
كان, حبيل السوق, منطقة مهجورة .. إلا من عابر يذهب إلى سوق القرية.
أو عائد من أحد الأودية .. فالحبيل, منطقة كثيفة الأشجار .. والأعشاب, والنباتات الحراجية.
وتكثر أشجار السنط, حول حبيل السوق .. وتمتد إلى كل الإتجاهات .. .
وخلال أمطار نيسان - أمطار الربيع .. تكتسي الأشجار بالزهور البيضاء .. ويفوح منها أريج عطري, مميز .. وخاصة وقت الصباح الباكر, أو عند الغروب.
و في عام 1963 .. تم إختيار حبيل السوق .. من قبل الأهالي, كمنطقة وسطى .. بين كل القرى .. لإقامة, مبنى مدرسة التحرير - أعبوس.
ولجأوا, إلى قطع الكثير من الأشجار .. وتسوية الأرض .. لوضع أساسات .. صرح البناء التعليمي, الشامخ.
وبدا, المبنى, محاط بمحمية عظيمة, من الأشجار .. تختفي, تحتها وتتكاثر الأرانب .. والثعالب, وفراخ العقب, وطيور الوادي.
وفي سنوات الدراسة الأولى .. كان يمر من أمامنا, أحد الصيادين .. يسلك الطريق الجانبي .. الواقع بجانب ميدان المدرسة.
إما ذاهبا, أو عائدا .. من رحلته إلى الجبال, والأدوية .. الشمالية الشرقية, خلف المدرسة.
وعادة,
ما كان يتردد ذلك الرجل .. ويفضل منطقة الأشجار, الكثيفة .. الواقعة إلى, الغرب من المدرسة.
وهي المنطقة الواسعة .. التي تمتد نحو السهل من الأرض .. وتمتد إلى قيعان الأودية, حول غيل الكاذية.
كان ذلك الرجل شخصا مميزا.
يحمل فوق كتفه, بندقية الصيد.
لم نكن نعرف أسمه.
ولا يهمنا, من أمره شيئا,نحن, التلاميذ .. فهناك الكثيرون, يمروا من تلك الطريق .. وتختفي آثارهم, في الإتجاهات المختلفة.
وذات يوم,
سمعنا دوي البندقية .. وكنا وقتها, نتهيأ, للطابور الصباحي ..لم يكن الطابور مزدحما بالطلاب .. ونحن قلة في العدد.
ولكن كان الطابور, أشبه باحتفال مصغر .. يبدأ بتلاوة, القراءان. وخطب الصباح .. ومحاضرات, يلقيها على مسامعنا المدرسون.
ثم يتولى المربون, التفتيش .. على نظافة التلاميذ .. والتي تشمل جسده, وشعره, وثيابة, وأظفاره.
كان الطابور الصباحي .. أشبه بالتربية العسكرية .. والتي تحدث الرعب, والخوف, والقلق من العقاب.
وانطلق, صراخ الطابور فجأة .. كان بعض التلاميذ .. يهتفوا ويشيرون بأيديهم .. "عبده مانع" اصطاد الأرنب.
وصوب, الجميع النظر .. باتجاه الرجل .. والذي كان يمشي مزهوا فخورا .. وهو يحمل طريدته, بيده اليمنى .. وينبل, سلاحه فوق كتفه الإيسر.
وطلب منه أحد المدرسون .. أن يقترب من الطابور, ليلقي التلاميذ نظرة على الأرنب.
وشاهدنا, نحن, الأرنب .. المعلق المذبوح, بطلقة البندقية .. كانت الدماء .. تسيح, وتتورد حمراء .. فوق الجلد, وزغب الشعر الأغبر اللون.
كان المشهد, غريبا ومثيرا .. يبعث الحزن, والخوف ..من بندقية الصياد .. وتعرفنا نحن, على الأرنب, لأول مرة.
وكنا قد سمعنا, عن تكاثر الأرانب .. تحت منطقة الأشجار, الغنية بأعشاب المراعي .. والنباتات الحراجية البرية المتنوعة.
وفي ذلك الوقت المبكر .. لم تكن البندقية قد انتشرت بعد .. وكان الصيادون, قلة .. وأشهرهم "عبده مانع"
كان صيادا ماهرا .. يتوارى خلف الأشجار .. وينتظر بصبر .. ويفاجئ الطريدة, بالقنص, من أول طلقة سلاح.
كان هذا الرجل حاد البصر .. طويل القامة .. مرهف السمع .. ذو بشرة قمحية, تميل .. إلى اللون البني .. يلف فوق رأسه, دسمال ملون .. ويبدو أشبه بسلطان, إمارة لحجية.
وكنا نحن التلاميذ .. قد سمعنا كثيرا .. عن الأرانب, التي تفاجأ الناس بالهروب, مسرعة في الأودية والجبال.
و الحديث عن الأرانب .. ذو شجون, يثير لدينا الخيال. والرغبة في مشاهدة أرنب "حي".
أما "عبده مانع" .. فقد كان, البطل الأسطوري .. بنظرنا نحن الصغار. وسمعنا عنه .. أنه يصطاد الوبر الجبلي, وفراخ العقب .. ويخاف من بندقيته الطاهش والنمر.
وفي, طريق عودتنا من المدرسة .. كنا, نختار طريق الوادي .. في أوقات نادرة .. نمشي ببطء .. ونبحث بين الأشجار, عن أرنب حي.
فقد سمعنا,
من الكبار بأن الأرنب .. ينام في الظل, وعيونه مفتوحة .. وانطلقنا ذات مرة .. نسعى لتحقيق ذلك الحلم.
كنا خمسة, وسط الوادي .. نمشي بخطوات, متثاقلة, وقد حبسنا الأنفاس.
ومرغ الأرنب,
يجري بسرعة هائلة .. إنطلق, كطلقة الرصاصة .. تجاوز كل الأشجار .. واختفى, داخل إحدى السواقي.
ضاع الأرنب, من أمام أعيوننا, بلمح البصر .. وتركنا في حالة من الذهول, والدهشة .. خرست أصواتنا .. وكأن صاعقة من البرق, قد, دوت, حولنا.
لقد كانت الحادثة ذو وقع شديد على قلوبنا وظلت خالدا في الذاكرة.......Taher Abdulhak

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشكر مشاركتك ..

مساحة إعلانية
https://www4.0zz0.com/2022/04/02/21/445158482.png
يتم التشغيل بواسطة Blogger.