المرحوم الفقيد عميد المهاجرين اليمنيين محمد علي غانم ..
صاحب استديو الحرمين بجده .. من قرية حارت الذي استقر به المقام في جده – المملكة العربية السعودية فقد وصل إليها عن طريق البحر بجواز صادر عن حكومة المملكة المتوكلية اليمنية – تعز في 5جمادي الأول 4 مارس 1949م برقم (352) . فعمل في البداية في مجال البناء والتشييد وعرف بالأمانة والنزاهة ولكنه لم يجد ذاته إلا في التصوير المهنة التي احبها وأعطاها كل ما لديه من حب وإبداع .. وكانت استديو الحرمين مركز اليمنيين بصفة عامة .. ومن موقعه هذا عمل موزعا ًومراسلاً للعديد من الصحف اليمنية التي كانت تصدر آنذاك وعلى وجه الخصوص (الأيام) و(الكفاح العربي) وغيرها من صحف الخمسينات التي كانت أعدادها تنزل بإعلانات ثابتة تحمل صوراً لمحمد علي غانم واستديو الحرمين .. باعتباره الموزع الوحيد لها في المملكة العربية السعودية .

ويضيف الاديب والصحفي والكاتب الاستاذ عبدالرحمن سيف اسماعيل .. كان يطلق على بيته المرحوم الفقيد عميد المهاجرين اليمنيين محمد علي غانم (بيت الخير) اعترافاً بما تقدمه للناس من خير .. في البداية عمل في المقاولات وحقق نجاحات كبيرة فيها وفي منتصف الخمسينات أستقل بعمل خاص به بتأسيس استديو الحرمين الذي كان له حضوراً واسعاً وقتها , باعتباره كان المركز الرئيسي لجميع اليمنيين القادمين إلى أرض (الحرمين الشريفين) من كل أنحاء العالم .

ومن داخل استديو الحرمين بنى علاقات وصداقات مختلفة حيث حدد الاستديو مركزه الاجتماعي والمعيشي , وعمق علاقاته بالآخرين فتعرف من خلاله على شخصيات هامة يمنية وغير يمنية وقد أصبح المصور الخاص لجريدة (الندوة) السعودية التي كانت تصدر من وقتها . بالإضافة إلى الموزع الأول لصحيفة الأيام اليمنية المعروفة بالمملكة قبل الثورة وغيرها من الصحف التي كانت تصدر من عدن وقتها زاد من أهمية استديو الحرمين موقعه الاستراتيجي في باب مكة الذي كان وقتها يعتبر المركز التجاري لمدينة جده , والتي كان استديو الحرمين أبرز مراكزها ومعالمها .

كما كان يقوم باستقبال الشباب القادمين إلى السعودية , ويعلمهم مهنة التصوير ثم يساعدهم على فتح محلات خاصة بهم وعن طريقه اتسعت هذه المهنة وتطورت , وأصبح العاملين فيها يفوقون العاملين في أية مهنة أخرى .... (لمعرفة سيرة حياة المرحوم عميد المهاجرين .. مستقبلاً إنشاء الله )

منقول من المهندس طلال الدغيش