أعلان الهيدر

https://www4.0zz0.com/2022/04/02/21/445158482.png

الثلاثاء، 5 يونيو 2012

الرئيسية في حوار خاص يتحدث عن : جانب من تاريخ الصورة الفوتوغرافية في اليمن

في حوار خاص يتحدث عن : جانب من تاريخ الصورة الفوتوغرافية في اليمن

لم تكن اليمن منفصلة عن مرحلة التطور الإنساني حتى بعد انهيار حضاراتها القديمة ودويلاتها التي لم تتمكن من السيطرة على بلد مترامي الأطراف في البر والبحر ، وذلك ما تتحدث عنه الصورة  الفوتوغرافية التي ألتقطها مؤسس التصوير في اليمن وشبه الجزيرة العربية أحمد عمر العبسي.

ان الانقطاع التاريخي للحضارة اليمنية لم يغيب الإنسان اليمني الذي ظل حاضرا في كل المحطات التاريخية ومنها الاستعمارية،أكانت تركية أو بريطانية ، ولكن تأثيره على الشمال والجنوب كانا مختلفين تماماً عن الواقع السياسي والسلوك الاجتماعي اليمني.

ذلك ما نلمسه في مراحل ازدهار ثقافة الصورة الفوتوغرافية في اليمن في صنعاء وعدن، وكيف كان الثاني حاضناً لها ومصدراً للأول، وبين الطرفين كانت الحجرية هي منبر التنوير في التربية والتعليم منذ تأسست مدرسة الإرشاد في منطقة ظبي في الأعبوس قبل ثورة 26 سبتمبر ورفدها للحركة السياسية والنقابية في عدن برموز كانت ولازالت بصماتها حاضرة في الصورة والسياسة اليمنية.

وارتبطت مهنة التصوير الفوتوغرافي وتطورها ببداية ظهورها في الجنوب في العقد الثامن من القرن الماضي ،بسبب التأثير  الاستعماري والحضاري  الذي انتقل إلى جنوب شبه الجزيرة العربية إبان الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.

وكانت عدن إحدى أهم مستعمراتها بينما ظل الشمال دارجاً بتخلفه إبان الدولة المتوكلية،  وكانت بالنسبة له ثقافة الصورة من عمل الشيطان وإغوائه وجب تحريمه  على عامة الناس، بينما كان إمام القصر «يحيى» ومن بعده «أحمد» يحتاج إليه لتوثيق مملكته،لكنه كان مستهجنا من العوام ، حتى أن فنان التصوير الفوتوغرافي في الشمال كان  في التراتيبية الاجتماعية ضمن الفئات الدونية ويطلق عليه من باب التهكم «الرسام».

وعلى العكس من ذلك تماماً كانت النظرة إلى المصور الفوتوغرافي في الجنوب والذي كان يوصف بالفنان رفيع الذوق صاحب القدرة الخارقة على عكس الشخوص والواقع عبر أوراق كرتونية بالأسود والأبيض أو لوحات قماشية يرسمها ويلونها بالريشة بألوان زيتية.

لقد ارتبط تطور التصوير الفوتوغرافي في الجنوب بالفن المرتبط بنظرية التطور الاجتماعي والبشري واستطاع الفنان من خلالها الرسم والنحت الصخري المتأثرة بحضارة القارة الهندية التي كانت عدن أحد محطاتها وتأثرت بحضاراتها في فن الرسم والتصوير الفوتوغرافي الورقي في ثلاثينيات القرن الماضي.

البداية

في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي انتقل أحمد عمر العبسي من قريته في دعان الاعبوس إلى مدينة عدن لمواصلة دراسته التعليمية في البادري ،»كلية بلقيس»».... بعد أن استلهم العلوم الفقهية على يد فقهاء القرية ومنهم الفقيه علي جازم. واصل أحمد عمر دراسته في عدن لكن ميوله الفنية للرسم قادته إلى شارع المعلا في المدينة الساحرة حيث كانت موطناً وتجمعاً للأسر الارستقراطية والمشيخية ، القادمة من الشمال في الحي الراقي للعمال البريطانيين في حينه.

وفي الشارع الطويل للمعلا قادت أقدام الشاب القادم من الحجرية والملهم من جبال الاعبوس أحاسيسه إلى المصور الوحيد  في عاصمة المستعمرة البريطانية في الشرق الأوسط عدن حيث التقى في التواهي بالمصور المسيحي من أصل هندي «كانينو» وتعلم منه فنون التصوير البدائي ومراحل إخراج الصورة (البلاك اندويت ) في استديو صغير هجره الرجل لأسباب غير معلومة بعدها تحمل أحمد عمر مسؤولية تأسيس مدرسة التصوير في اليمن وشبة الجزيرة العربية.

وطبقاً لحوار لم ينشر إلا في «صوت الشورى» مع الوريث الشرعي لفن التصوير الفوتوغرافي اليمني الفنان عبد الرحمن عمر العبسي ،ذكر أن البداية الأولى لظهور التصوير الفوتوغرافي باليمن كان أواخر الثلاثينات من القرن الماضي على يد المصور المسيحي الهندي كانينو في التواهي.

مشيراُ إلى أن أول من عمل معه في هذا الفن من اليمنيين هو «احمد عمر العبسي» والذي أصبح مصوراً للإمام يحيى في أربعينيات القرن الماضي.

و في الحوار ينكشف دور الحجرية في الصورة والسياسة ومدى ارتباطها بالأحداث التي مرت بها اليمن منذ مطلع القرن الماضي.  فالسعودية كانت حاضرة ومتوائمة مع مندوبيها البريطانيين في المنطقة حيث أشارت بعض التقارير أن احد ضباط جيش الشريف حسين كان موجوداًَ في عدن بكاميراته في محاولة منه للتخابر على اليمن عبر عدسة كاميرا «MAMIA» كان يستخدمها خلف لوحة قماشية في استديو فتحه في التواهي سرعان ما اغلقه عند ما عرفت مهمته المشبوهة التي لم تستمر.

يقول الفقيد «عبد الرحمن»  إن الضابط عقيل عباس لم يكن مصوراً  فوتوغرافي ،بل كان أحد الفارين إلى اليمن من السعودية حيث كان عسكرياً مع الشريف حسين وكان مطلوباً من آل سعود مع خمسة آخرين لجؤوا إلى عدن وكان منهم عبد الله طرابلسي وابن سيناء... الخ والبقية لا أتذكرهم. وبدأ كتاجر بفتح استديو التصوير بأمواله وشغل فيه احمد عمر في مطلع الأربعينيات وبالتالي كان هو نافذة المكان بماله وذاك مؤسس التصوير بفنه. وهنا  تشابكت النواة لتطوير حركة الفن؟

ويواصل عبد الرحمن القول:

بدأت العمل في التصوير الفوتوغرافي عام 1948 مع عقيل عباس في كريتر وبراتب بسيط يساوي 8 روبيات وعند ما برزت مواهبي أخذني احد اليهود اليمنيين للعمل لديه براتب مضاعف وصل إلى 35 روبية.

فمنذ الأربعينيات وحتى نهاية القرن كان التصوير الفوتوغرافي من أرقى المهن والفنون التي دخلت اليمن حيث كانت شبيهة بالفن التشكيلي، أي نقل الصورة للنظر، وان اختلفت الوسائل والمهارات تطور هذا النوع من الفن في عدن في بداية الأفلام الزجاجية للبلاك أندويت» الأبيض والأسود، وكان التعامل في حينه مع هذا النوع من الفن صعباً فالمصور لا بد أن يمتلك حساً استعمارياً وفناً عالياً يمكناه من  تجليس الإضاءة بما ينسجم وحساسية الضوء الذي يدخل من العدسة، وبعدها التعامل مع الأحماض وفق معايير إخراج الفلم «السلايد» بما ينسجم مع فوكس التصوير كي يتمكن المحبس المرتش من إضافة لماسته الجميلة قبل طباعة الصورة وإخراجها مروراً باللمسات التي يصنعها الفوتوغرافي في التفنيش والتلوين اليدوي، هذا قبل الجهد الذي يقوم به في  إعداد صالة التصوير وترتيب الكاميرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشكر مشاركتك ..

مساحة إعلانية
https://www4.0zz0.com/2022/04/02/21/445158482.png
يتم التشغيل بواسطة Blogger.